الاثنين، 15 مايو 2017

عقيدة حب



يامسافراً في مدن الذكرى ..
أشتقت لك ..
وأنت البعيد ..
والقريب ..
ياأمنية نبتت بين أشواك المستحيل ..
أحببتك وكم أردت أن أنسى ..
ماذا عنك !!
جبت العوالم الجميلة ..
سكنت في عروق الورد وبتلات الياسمين لتنسى .. 
حتى اشتهى قفير النحل رحيقك ..
واشتهت عيون الغواني قطافك ..
أو سرقة قبلة من شذاك ..
لكنك لم تنسى ..
ولن تنسى ..
كما لم أنسى..
في عقيدة الحب يتجذر الأخلاص ..
ولا مكان لخائن كالنسيان ..
كما آمنا أنا وأنت ذات احتواء..

السبت، 8 أبريل 2017

مونولوج اقترفه الإعلام الاجتماعي




(1)

لم أكن أدرك..
أن الكلام ذنب ..
وأن السكوت حق ..
وأن القتل لعبة ..
وأن الدم ماء ..


(2)

لم أكن أدرك ..
أن الصدق والعفوية ضعف ..
وأن الكذب والفلسفة برستيج..
وأن (الطقطقة ) التندر والسخرية من الآخر فن وثقافة ..


(3)

لم أكن أدرك..
أن التفاهة ذكاء وصنعة ..
وأن الشهرة مطلب وضرورة ..
وأن العدد قيمة ..
وأن القيمة تلغي المضمون ..
وأن الكتابة والفنون هراء..


(4)

 لم أكن أدرك ..
أن العرق والقبيلة فيصل التقوى..
وأن العرف والعادة عبادة ..
وأن التميز والتطور تخلف ..
وأن الانتقاص والاستهتار سمو ..
وأن الحلال حرام .. والحرام حلال ..
وأن بعض البشر ملائكة الله وجلاديه في الأرض ..

قصة الرجل الذي قتل بلسانه




يحكى أن خالد بن صفوان كان في مجلس احد الأمراء وكان المجلس حافلاً وكان ضمن الحاضرين رجلُ قرشيّ من بني عبد الدار"وكانت قبيلة عبد الدار مختصةً بسدانة الكعبة أي حفظ مفاتيحها" ولذلك كان الرجل مغترا بهذه الأمور كما كان مغترا بنسبه مزهوا بنفسه فأراد أن يحرج خالداً في هذا الجمع ليحرز اسماً وشهرة فسأل خالداً عن نسبه فأنتسب له قائلاَ: أنا خالد ابن صفوان الأهتم التميمي..

 فقال له الإعرابي: بزهو وازدراء ما فعلت شيئاً أن اسمك لكذب فما أحد في الدنيا بخالد، وأبوك صفوان؛ والصفوان هو الحجر البعيد عن

 الرشح، وأن جدك لاهتم والصحيح خير من الأهتم ..

وكان خالداً هادئاً برده على الرجل فقد قال له:يا هذا انك قد سألتني فأجبتك ومن حقي أن أسألك فمن أنت؟
 وكما قلنا كان الرجل قرشياً من بني عبد الدار والنسب لقريش شرف ولا شك لأنها شرفت بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه والهِ وسلم ..
ولكن الرجل انتابه الغرور وقد ظن انه قضى على خالد فأجاب: بخن بخن أنا من بني عبد الدار ..

فقال له خالد: لم تصنع بهذا النسب شيئاً فمثلك من يشتم تميما في عزها وشرفها، وقد هشمتك هاشم، وأمتك أمية يعني شجتك وجمحت بك جمح، وخزمت انفك مخزوم، ولوت بك لؤي، وغلبتك غالب، ونفتك مناف، وزهرت عليك زهرة، وأقصتك قصي، وبذلك قرشتك قريش فجعلتك عبد دارها ومنتهى عارها تفتح اذا دخلوا وتغلق إذا خرجوا فهاج الناس لهذا الجواب العجيب رغم انه مرتجل..

 ويحكى أن الرجل امتزج غضبا وخجلا واضطرب حتى سقط على الأرض فتفقدوه فوجدوه ميتا ..
ويحكى ان زوجة الرجل جعلت تنادي في أزقة البصرة قائلة:  إن خالد ابن صفوان قتل زوجها بلسانه كما يقتل الرجل رجلاً بسلاحه..

الأربعاء، 5 أبريل 2017

( يداك أوكتا و فوك نفخ )



يُضرب هذا المثَلُ لِمَن كان سبب هلاكه مِنْه.

وأَوْكَتا: من الإِيكاء, وهو  شَدُّ رأس السقاء بحبل ونحوه, ومنه حديث اللُّقَطة, وفيه: ((اعرف وِكاءَها)), وهو الخيط الذي تشدُّ به الصُّرَّة.
ونَفَخ: من النفخ, وهو إخراج الهواء من الفم.

- وأصل المثل - فيما يَذكرون -: أنَّ قومًا كانوا في جزيرة من جزائر البحر في الدَّهر الأول, وكان دُونَها خليجٌ من البحر، فأتى قومٌ يريدون أن يَعبروا إليهم, فلم يَجدوا معْبرًا، فجعلوا ينفخون أسقيتهم، ثم يَعْبرون عليها.


وكان معهم رجلٌ عَمدَ إلى سِقائه, فأقَلَّ النفخ فيه، وأضْعَفَ الإيكاء والربْطَ له، فلما توسَّط الماء جعلَتِ الرِّيح تخرج حتى لم يَبق في السِّقاء شيء، وأوشك على الغرق, وغَشِيه الموت.

فنادَى رجلاً مِن أصحابه: أن يا فلان، إني قد هلكت.


فقال: ما ذنبي؟ "يداك أَوْكَتا وفوك نفَخ", فذهب قولُه مثلاً.

- وقيل: إن أصله أنَّ شابًّا انتهى إلى جَوارٍ يَسْتَقين بالقِرَب, فكَان يُلاعبهن ويأخذ بعض القرَب فينفخ فيه ثم يوكئه, فاطَّلع عليه أخٌ لجاريةٍ منهنَّ فقتله غَيرةً عليها.

فجاء أخو المقتول فوجده قتيلاً, فسأل: مَن قتله، فأخبر بما كان يَصنع من ملاعبة الجواري, فقال : "يَداكَ أوْكَتَا وفوكَ نَفَخ", وعزَّى نفسه, ولكن هذا الوجه - فيما يبدو - بعيد.

ولقد تمثل بهذا المثَلِ الشعراءُ في شِعرهم، ومِن ذلك قول الكُمَيت:
صَهٍ لِجَوَابِ مَا قُلْتُمْ وَأَوْكَتْ
أَكُفُّكُمُ عَلَى مَا تَنْفُخُونَا
إِذَا كَانَتْ جُلُودُكُمُ لِئَامًا
فَأَيَّ ثِيَابِ مَجْدٍ تَلْبَسُونَا

وقال آخَرُ في ذلك:
دُعَاؤُكَ حَذْرَ الْبَحْرِ أَنْتَ نَفَخْتَهُ 
بِفِيكَ وَأَوْكَتْهُ يَدَاكَ لِتَسْبَحَا 


الاثنين، 3 أبريل 2017

لا سقف لي



في مهب رياح الفقد لا سقف لي..
لا سقف يحمي قلب أضناه الانتظار..
لا أرض تحملني .. 
ولا سماء تأويني ..
ذاك المدى قطعته لوحدي .. 
وأنا كما أنا في الانتظار..
تركت هناك عالقة بين أنفاس النسيان...
أحببتك فوضعت قلبي بين كفاي ..
رحلت و تركته بلا سقف يحميه..
فذروته للرحى وبذرته في حقول الانتظار..
تلاحقت الفصول ..
 أينع الفراق بين راحتي الأرض..
وقلبي معانق التراب..
أضناني الغياب فمتى ..
 قل لي متى أراك ؟ 
أو متى أنام لأنساك وأحصد قلبي بعناق تحت التراب ؟

الأحد، 26 مارس 2017

( إنك لا تجني من الشوك العنب )


رأى صبي أباه يغرس شجراً في البستان،
 وبعد عدة أشهر ظهرت ثماره عنباً حلواً لذيذاً..
فظن الصبي أن كل ما يغرسه يخرج العنب..
وذات يوم وجد شجرة شوك فغرسها، 
وانتظر مدة فوجد الشوك يظهر في أغصانها..
فقال له أبوه:
إنك لا تجني من الشوك العنب .. 
فلا تنتظر الشيء من غير أصله..
ويضرب هذا المثل لمن يرجو المعروف من غير أهله، 
أو لمن يعمل الشر فينتظر من ورائه الخير،
أولمن يحاول إصلاح شخص خسيس الأصل سيء التربية.

شرح قصيدة : ( بوابة الريح ) لشاعر الحداثة السعودي : محمد الثُبيْتيّ (رحمه الله)


( نصُّ القصيدة )


مضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي
وفَاتَنِي الفِجْرُ إذْ طالَتْ تَرَاوِيحِي
أَبْحَرْتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي
ويَرْتقِي في حِبالِ الرِّيحِ تَسْبِيحِي
مُزمَّلٌ فِي ثِيَابِ النُّورِ مُنْتَبِذٌ
تِلْقَاءَ مَكَّةَ أَتْلُو آيَةَ الرُّوحِ
واللَّيلُ يَعْجَبُ منِّي ثُمَّ يَسْأَلنُِي
بوابَةُ الرِّيحِ! مَا بوابةُ الرِّيحِ؟
فَقُلْتُ والسَّائِلُ الليليُّ يَرْقُبُنِي
والوِدُّ مَا بينَنَا قَبْضٌ مِنَ الرِّيحِ
إلَيكَ عَنِّي فَشِعْرِي وحْيُ فَاتِنَتِي
فَهْيَ التي تَبْتَلِي وهيَ التي تُوحِي
وهيَ التي أَطْلَقَتْنِي فِي الكرَى حُلُماً
حتَّى عَبَرْتُ لهَا حُلمَ المَصَابِيحِ
فَحِينَ نامَ الدُّجَى جَاءتْ لِتَمْسِيَتِي
وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيحِي
مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمِي
ومَا عَلَى ثغرِهَا إلاَّ تَبَارِيحِي
ومَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقةٍ
ولا طَرَقتُ سَماءً غيرَ مَفْتُوحِ
قَصَائدِي أَينَمَا يَنْتَابُنِي قَلَقِي
ومَنْزِلِي حَيثُمَا ألْقِي مَفاتيحِي
فَأَيّ قَولَيَّ أَحْلَى عندَ سيِّدَتِي

مَا قلتُ للنَّخلِ أَمْ مَا قُلْتُ للشِّيحِ؟

( تقدمة )
 (أ‌) عنوان القصيدة :

( بوابة الريح ) صورة تشبيهية رامزة، فقد أراد الشاعر أن يجعل من ( رؤيته الفنية الحداثية ) بوابه ريح تدفعُ ( التقليد والجود) . فالعنوان تعبير عن رؤيته الفنية الجامحة، ومسلكه التجديدي في إبداع الشعر، الذي قد لا يرضى عنه الكثيرون.

ب‌) : الشرح:

(1) مضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي    وفَاتَنِي الفِجْرُ إذْ طــــــــــــــــالَتْ تَرَاوِيحِي

الشراع مجاز عن السفينة، وبقصد بها سفينة إبداعه، فكأنما يقول: مضت سفينة إبداعي بما لم أكن أحبه ( من لوم ونقد رفض )، ومن ثمَّ كان ( الغبنُ ) الذي استشعره في غياب إشراقة ( الفجر) على ذاته في مجتمعه، عندما أطال ( نافلة التراويح )، ووهي تجويده الفني الذي لم يكن مفروضا عليه، ولو أنه مضى مؤديًا ( فريضة التقليد )، وما ألزم نفسه بما لم يكن مُلزمًا به من        ( التحديث والتجويد )، لما كان هذا الغبنُ.

(2) أَبْحَرْتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي    ويَرْتقِي في حِبـــــــالِ الرِّيحِ تَسْبِيـــحِي

أبحرت سفينة إبداعي، فهوت القافية ( وهي مجاز عن شعره ) إلى الأعماق، إذ لم تكن في موضع قبول السواد الأعظم من جمهوره، لكن في المقابل: ارتقت روحه المُقيّدة بحـــبال ( الريح = التغيير والتجديد ) . ارتقت مُسَبِّحة مؤمنةً بما سلكته من طريق، وإن كان مرفوضا !!
وقد جعل الريح حبالا، لأنه مقيد لما تعبر عنه من إرادة التغيير التي لا يملك فكاكا .

(3) مُزمَّلٌ فِي ثِيَــــــابِ النــــُّورِ مُنْتَبِذٌ    تِــــــــــلْقَاءَ مَكّـَةَ أَتْلُو آيَــــةَ الرُّوحِ

في محاولة من الشاعر للتواصل مع قومه، والكشف عن أواصر المودة، وقوة الانتماء، وإن أسيء الفهم منهم، وإن اتُّهم بالخروج عن جادة الطريق، يقول إنه : ملتحف ثوب النور ( الشعر )، متوجه إلى ( مكة ) تال آية الروح.
ويجب أن نلاحظ أن ثمة مشاكلة بين ( الصورة الدينية ) و صورة فنية لـ ( نبوَّة الشعر ) . فهو يستعير المعجم القرآني ( مزمِّل )، ويجعل قبلته ( مكة ). مقيما أواصر الانتماء .

(4) واللَّيلُ يَعْجـــــَبُ منِّي ثُمَّ يَسْأَلنُي    بوابَةُ الرِّيـــــــــحِ! .. ... مَا بوابةُ الرِّيحِ؟

الليل رمز ل ( التقليد والجمود )، ومن ثمَّ نراه متعجبا من جرأة الشاعر على اقتحام القيود التقليدية، ومتسائلا عن ( بوابة الريح = رمز التغيير والتجديد )، ( بوابة الريح ! ما بوابة الريح ؟ ) فالليل ( رمز الجمود ) لا يفطن ولا يستوعب هذه التجربة التجديدية المستحدثة.

(5) فَقُلْتُ والسَّائِـــــلُ الليــــــليُّ يَرْقُبُنـــــِي    والوِدُّ مَا بينَنَا قَبْـــــــــــضٌ مِنَ الرِّيـــحِ

وأجاب الشاعر هذا السائل الليلي ( التقليدي الجامد ) وهو يرقبه متلمظا، والود بينهم معندم وكأنه هباء منثور، ( قبضة ريح = كناية عن العدم ) . وقد نلاحظ أن الشاعر استخدم هذه الكناية ( قبضة الريح ) لأنه مغرم بالموسيقا، ومن تكرار ( الريح ) يكون النغم من ناحية، ويكون إتخام القصيدة بالصورة الكليّة التي يعبر عنها العنوان، فتبقى في أذن الشاعر وذاكرته.

(6) إلَيكَ عَنِّي فَشِـــــعْرِي وحْيُ فَاتِنَتِي    فَهْيَ التي تَبْتَلِــــــي وهيَ التي تُوحِـــي
وهيَ التي أَطْلَقَتْنِي فِي الكرَى حُلُماً   حتَّى عَبَرْتُ لهَا حُــــــلمَ المَصَـــــــابِيحِ

دعني أيها الليلي المُبغضُ، فما الشعر عندي إلا وحي من فاتنة أحبها، تبتليني بمحبتها، وتوحي لي بالشعر، وتطلقني ( حلما ) يدفعني إلى عبور حلم أكبر هو : ( حلم المصابيح) . ولعلنا نلاحظ أن ( حلم المصابيح ) صورة تشبيهية رامزة، فمادام ( التقليد والجمود ) ظلاما فالحالم بالتغيير ، إنما هو حالم بالمصباح، ومُهدي المصباح إليه إنما هو : ( ربة الشعر ) التي توحي إليه شعره، وتبتليه بعذابها. ولنا أن نلاحظ أن ( الحبيبة ) – هنا – إنما هي ربة الشعر ، وملهمة القصائد، وليس من الضرورة بمكان اعتبارها حبيبة آدمية.

(7) فَحِينَ نامَ الدُّجَى جَاءتْ لِتَمْسِيَتِي    وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيحِــــي

لا نزال في سياق الحديث عن ( الحبيبة ربة الشعر واهبة القصائد )، وهو يقول هنا إنه في رعايتها، فهي تمسيه وتصبحه.

(8) مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمــــــِي    ومَا عَلَى ثـــــغرِهَا إلاَّ تَبَـــارِيحــــــِي

من وهج الشاعرية كان التوحد مع ربة الشعر، ( فهو : الشاعر = هي : القصيدة وربة الشعر )، وما سيفها المشرعُ إلا دماؤه، ولا بدا على شفتيها إلا ( مشاقه ومواجعه )

(9) ومَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقة ٍ   ولا طَـــــرَقتُ سَمـــاءً غيرَ مَفْـــــــــــــتُوحِ

ظفر الشاعر بيقينه، وأدرك أن أحسن اختيار طريقه – وإن عارضه المعارضون- فما كانت شمسه الشاعرة كاذبة، ولا سماؤه التي طرق أبوابه مغلقة .

(10) قَصَائدِي أَينَمَا يَنْتَابُنــــــــــِي قَلَقِي     ومَنْزِلِي حَيــــــــــثُمَا أُلْقــــــــِي مَفاتيحـِي

وقد كان الشعر له مطاوعا، فما انتابه قلق الإبداع إلا وواتته القصائد طوعا، وما ابتغى السكينة إلا وقد أَلِف الشعر منزلاً موفور المفاتيح .

(11) فَأَيّ قَولَيَّ أَحْلَى عنـــدَ سيِّدَتِي    مَا قلتُ للنَّخلِ أَمْ مَا قُلْتُ للشِّيــــــحِ ؟؟

لا يزال الشاعر يؤكد أواصر القربى، ويؤكد أن ( بوابة الريح ) التي فتحها لم تقتلعه من جذوره، ولم تشط به النوى بعيدًا عن عجاج العشيرة، وزمرة الأهل، ووشيجة التراث، ومن ثم يقول إن كلامه كان ( للنخل ) و ( الشيح ) .. ، وهما صورة البادية التي تعكس التراث والانتماء، ومن ثم يطرح سؤاله الخاتم : أي قول أحب لربة الشعر : قوله لهذا . أم لذاك ؟ وما ( هذا وذاك ) إلا صورتان لشيء واحد ... ، فهو – في حقيقة أمره وفي معتقده ويقينه – لا يزال ينشد شعره للبادية ( نخلا وشيحا ) ، وإن ظنه الكاشحون المبغضون من ( أبناء الليل ) مستغربا نافرا خارجا عن كل قيد .